لاتكوني السبب…

إعداد: سنا سعيد

منذ القدم والصراع قائم بين المرأه والرجل، وكان هذا بسبب اختلال التوازن بينهما وبين الأدوار التي تعزى الى كلاهما، فكل منهما له دوره في الحياة الذي يتمم به دور الآخر.


ولكن المرأه استكانت بسبب رقة مشاعرها والرجل تمرد بسبب حبه للسيطره،فكان هذا الصراع، و بدأت المرأة تندب حظها و تشعر بالقهر من ظلم الرجل لها وتشعر بالضعف وقلة القيمه فلماذا كان ذلك؟


فمنذ القدم وفي المجتمعات البدائيه كانت المرأه تتقاسم الحياة مع الرجل وكل منهما يقوم بدوره ووظائفه بمساواة، إلى أن ازداد عدد السكان وظهر التخصص وتقسيم العمل الذي ظهر معه بروز الطبقات والملكيه الخاصه وتغيرت طبيعة الحياة من حياة بسيطه إلى حياة معقده، حيث تراجع دور المرأه في الحياة واقتصر وجودها في المنزل كزوجه وإنجاب الأطفال وأعمال البيت، أما الرجل بقي دوره خارج المنزل وكان هذا بسبب تعقد الحياة بالرغم من أن المرأه لاتختلف عن الرجل في الإبداع والإنجاز فهما يختلفان معا فقط من حيث الصفات الجسديه والفيزيولوجيه ولكن كلاهما لهم نفس الحقوق و الواجبات المترتبه عليهما.


هذا الوضع القائم و النظره الدونيه للمرأه جعلها مستكينه وقبلت بهذا الدور المختصر بحيث يكون محور اهتمامها وحياتها الرجل والإكثار من إنجاب الذكور،هذا الوضع أدى إلى جمود في عقل المرأة ومنعها من التطور و معرفة قيمة نفسها العميقه بإنها روح وقلب ينبض بالحياة.


المرأة الأم هي التي ساعدت الرجل


المرأه الأم هي التي ساعدت الرجل على استعبادها من حيث ترسيخ أفكار الاستعباد في أولادها الذكور وتهميش دور الإناث، إذا المرأة نفسها هي التي ساهمت بشكل أو بآخر بظلم المجتمع والرجل لها، فهي التي ترسخ عبوديتها من خلال تربيتها لذكورها بأنهم متفوقون عليها عقليا وفكريا وروحيا وأنها خلقت لخدمته.


فعندما تريد المرأه أن تعيد كيانها المسلوب من قبل الرجل عليها أن تتحرر من ذاتها، عليها أن تنفض غبارالجهل والغشاوة عن فكرها المتحجر، فأنا لا ألوم الرجل في تهميشه لدور المرأة لأنها هي التي سمحت له بذلك و خضعت لرغباته وخنعت وزرعت الظلم والعبوديه في عقل أولادها الذكور ليظلموا إمرأة أخرى، إذا المرأه هي ضد نفسها هي التي تظلم إمرأه أخرى عندما تقبل بالزواج من رجل متزوج ويجمع بينها وبين إمرأه أخرى وهي التي ظلمت نفسها عندما تكثر من الإنجاب لكي يأتي الذكر وتكون قد استهلكت جسدها للوصول إلى حد الإنهيار وهي التي تستخدم وسائل منع الحمل للتوقف عن الإنجاب وتعرض نفسها للخطر بالرغم من أن هناك وسائل كثيره يمكن أن يستخدمها الرجل للتوقف عن الإنجاب ولكن رجولته لاتسمح له بذلك ويلقي كل شيء على المرأة وهي التي تقبل من دون اعتراض خوفا من غضبه وغضب والدتها ووالدة زوجها إذا المرأة هي التي تظلم المرأة وبيدها مفتاح حريتها


فماذا يجب أن تفعل المرأة لاستعادة مكانتها؟


أولاً: من المهم أن تعي ذاتها بأنها كيان مستقل بحد ذاته.

ثانياً: يجب أن يكون لديها الجرأه في التعبير عن مشاعرها ورغباتها وأمنياتها.
ثالثاً: تعزيز الثقه بنفسها بأنها صاحبة فكر ورأي وليس للرجل مكانة أعلى منها.

رابعاً: رفض الظلم والإهانه حتى لو تعرضت للمشاكل وأن تقف في وجه ظالمها.


كيف تكتسب هذه الأمور وما الذي يجب أن تفعله ؟


اولا: الدراسه سواء كانت أكاديميه أو مهنيه من أجل تثقيف نفسها وزيادة وعيها.

ثانياً: زيادة خبراتها وتجاربها من أجل مجابهة الحياة بقوة.
ثالثاً: البحث عن عمل يناسب ميولها وفكرها لكي تستطيع ان تكون مستقله ماديا وهذا هو بداية التحرر.

رابعاً: رفض الزواج الغير متكافيء فكريا وروحيا ودراسيا.
خامساً: المطالعه المستمره وحضور الندوات الفكريه والأمسيات الشعريه والموسيقيه لزيادة ثقافتها وتهذيب روحها.

سادساً: التخلص من فكرة إرضاء المجتمع من أهل وأقارب وأصحاب على حساب راحتها.
سابعاً: تعزيز ثقتها بنفسها عن طريق الاهتمام بنفسهاوأناقتها ورشاقتها عن طريق ممارسة الرياضه والتسوق الدائم لمعرفة السوق.

ثامناً: البحث الدائم عن الروحانيات والمثل العليا وممارسة التأمل وتعزيز الأفكار الإيجابيه التي تدعم الصحة النفسيه والجسديه.
تاسعاً: تنظيم وقتها بين العمل والمنزل والرفاهيه التي تناسب وضعها…


هذه هي نصيحتي للمرأة وأقول لها:


كوني إمرأه حقيقيه ولاتقبلي بأن تكوني أنثى فقط للزواج والإنجاب لأنك كيان قائم بحد ذاته، هذه حياتك فقط وأنت مسؤولة عنها بتطويرها وتحديثها والاستمتاع بها، وعيشي حياتك بمعنى الكلمه ولاتجعلي من الرجل عدو أو هاجس مخيف لك، بل دعيه بثقافتك أن يكون سندا روحيا ونفسيا لك وصديقا يصغي إليك باستمرار لأن هذا الأمر يتعلق بثقافتك وذكائك.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد