حصـــارٌ فـــي حصـــار

يُحاصرُني مكانٌ ضيِّقٌ
لا أستطيعُ بهِ الحراكَ
كأنَّني تحتَ الثرى

بهاء بركة

يُحاصرُني مكانٌ ضيِّقٌ

لا أستطيعُ بهِ الحراكَ

كأنَّني تحتَ الثرى

وكأنَّ صوتاً ما هُنا، قُربي

و يَهمِسُ لي بِرفْقٍ

” حانَ وقتُ الاحتضارْ “

يحاصِرُنيِ بُكاءُ الطِفلِ

بينَ ركامِ أبنيةٍ على أرضِ الشآمِ،

ومشهدٌ في مِصرَ قد عَرضوهُ صُبْحَ الأمسِ

، ركّابٌ بِذاكَ القَطْرِ،

أُشعِلتِ الحَرائقُ فيهُمُ، وكأنَّما

الدّولارُ أثمنُ منِهُمُ،

وكأنّما حُكامُنا هُمْ رَبُّ دُنيَتِنا

وأنَّ مَصيرَ هؤلاءِ في يَدهِمْ،

فأَصْلَوهُمْ بنارِ جهنَّمٍ

فَوجودُهُمْ قَد كانَ إسرافاً

بمالِ الدولةِ

أو رُبَّما قَد كانَ ضارْ.

يحاصِرُنيِ شُعورٌ سيِّئٌ

يتلوهُ إحساسٌ مليِّئٌ بالتَّخلّي

ثمَّْ يَمتَزِجا مَعاً، فَيُصيبُني

مَللٌ كَئيبٌ لا يَملُّ هَشاشَتي

و روائِحَ التَبغِ المعتَّقِ

في زواية غرفَتي

لا شيءَ يدعو للتَفاؤلِ

قالَ لي، فأجبتُهُ : و إلى متى؟

فأجابَ : لا أدري

إلى أن ينتهي فَصلُ الدمارْ.

يحاصِرُنيْ التناقُضُ في الحَبيبَةِ

هل أحبَّتني إلى الحدِّ الَّذي

أودى بِها أن تَأتِ مِن بَلدٍ إلى بَلدٍ

لكي أُشفىٰ بقبلَتِها !

أم أنَّها نَسيَتْ تماماً أنّي ذو شَغفٍ

لرؤيتها و نامَتْ ثُم ماتَتْ،

ثُمَّ لَمْ تأتِ إليّ ؟

هل كان للحُلْمِ الأخير

مكانَةً تَطغو عليّ ؟

يحاصِرُني اختيارٌ مُتعِبٌ

فَمتى يَزولُ و يَنتَهي

هذا الحِصارْ !!؟

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. Farah wardeh يقول

    رااااائع.. بالتوفيق يارب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد