Photo by Alina Vilchenko from Pexels

ورقة موجزة حول الحظ!

هناك جدل حول الحظ (لا سيما منذ بداية القرن العشرين إلى الآن و مع انتشار التفسير المادي والأيديولوجية العقلانية المتطرفة) بين من ينكره ومن يؤيده ومن يضعه في إطاره العلمي.

هناك جدل حول الحظ (لا سيما منذ بداية القرن العشرين إلى الآن و مع انتشار التفسير المادي والأيديولوجية العقلانية المتطرفة) بين من ينكره ومن يؤيده ومن يضعه في إطاره العلمي.


سوف نركز في هذه الورقة حول الصنف الأخير

الحظ لغة:


للحظ معاني عدة، منها: النصيب، الجد، البخت، اليسر.. ويحتمل الحسن والسيء.
يقال: لحسن الحظ: لحسن المصادفة. من حسن الحظ: توافق الأمور وتناسبها. ضربة حظ: حظ مفاجئ غير متوقع.
ويقال: لسوء الحظ: عدم توافق الأمور وتناسبها. حظ سيء: غير موفق..

الحظ اصطلاحا:


الحظ هو حدث يقع للمرء ويكون خارج نطاق إرادته أو نيته أو النتيجة التي يرغب فيها إن حسنا أو سيئا.

الحظ في القرآن:


وردت كلمة الحظ في القرآن الكريم بمعنى: النصيب وبمعنى: التيسير، ولم ترد بالمعنى السلبي للكلمة، أي حظ سيء، إنما وردت في سياق الإثبات أو النفي فحسب.
قال تعالى:

” للذكر مثل حظ الأنثيين ” بمعنى النصيب.

” وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ” بمعنى التيسير.

” يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ” بمعنى النفي.

الحظ علميا:


الحظ تم تناوله من خلال علوم حديثة متعددة، مثل؛ علم النفس، علم الاجتماع، علم الباراسيكولوجي، علم الفيزياء.. وبين هذه العلوم ما هو مشترك حول الحظ.


سوف نذكر بعض ما ذكره عالم النفس ريتشارد واسيمان في كتابه: “عامل الحظ”:


خلص إلى عوامل عدة؛ ذاتية، موضوعية، غيبية.

من العوامل الذاتية: الطاقة الإيجابية مثل القيم النافعة، التفاؤل، المبادرة، الإقدام، الكاريزما، الانفتاح.. أو العكس بالنسبة لسوء الحظ.

من العوامل الموضوعية: التربية، التنشئة، التعليم، البيئة، القبول، الترحاب، الفرص.. أو العكس..

من العوامل الغيبية: المعتقدات الروحية والدينية كالنصيب والقدر وتوفيق الله، بغض النظر عن صحة المعتقدات من بطلانها، الصدفة، المعجزة..
بالنسبة لرأي عالم اجتماع علي الوردي في كتابه: “خوارق اللاشعور” ذكر ما يلي:
” ومما لا ريب فيه أنه ليس هناك حظ بالمعنى الذي يفهمه الناس عادة من هذه الكلمة. إن هناك بالأحرى قوى لا شعورية تنبثق من أغوار النفس ويكون لها تأثير لا يستهان به في نجاح الفرد “.
يقصد مجموعة عناصر ضمن الطاقة الإيجابية الذاتية بالإضافة إلى امتلاك قدرات ومهارات في فن التواصل الاجتماعي.
ويضيف قائلا في نفس الكتاب:
” وإذا أضفنا إلى ذلك (يقصد ما ورد في النص أعلاه..) النظرية القائلة بأن القوى النفسية تبعث أمواجا من أنواع شتى جاز لنا أن نتصور هذا الكون المحيط بنا متزاحما بالتغضنات التي تؤثر في الأشخاص والأشياء..”


يقصد أن هناك تفاعلا بين أمواج كهرومغناطيسية ذاتية وأخرى خارجية بشكل إيجابي أو سلبي. ذلك ما يطلق عليه الحظ عادة.
بالنسبة لعالم فيزياء ألبيرت أينشتاين:
” أفعالنا مقدرة مسبقا بواسطة قوى ليست تحت سيطرتنا “. أي هناك عوامل غيبية تتحكم في مصيرنا بنسبة معينة دون إلغاء العوامل الذاتية والموضوعية، إنما المطلوب رصد كل العوامل بمجملها في علاقتها بالحظ.


هذا باختصار شديد خلاصته أن الحظ له تفسير علمي.
ومن يريد المزيد من التفاصيل حول الموضوع فليرجع إلى بعض المراجع المتخصصة وإلى بعض المواقع على سبيل المثال لا الحصر: (صحيفة الاتحاد، كيف تجذب الحظ؟) التي اعتمدت عليه فيما ذكره ريتشارد وايسمان.


مما استنتجته بالنسبة لي هو أن يكون الإنسان إيجابيا ما أمكن مع نفسه ومع الغير على حد سواء من خلال امتلاك عناصر متعددة من الطاقة الإيجابية والتخلص من عناصر الطاقة السلبية بناء على التربية الاستدراكية على أساس عملية التقييم والنقد الذاتيين.
والله تعالى أعلم

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد