الحب على طريقة المطران عيسى

من روائع قصص العشق الكردي،قصة المطران عيسى. لعل الحب أغلى ما نملك في حياتنا الهزلية هذه، والعشق أسمى نعمة يهبها الرب لنا في أيامنا القاحلة. حب من أجل الحب، عشق من أجل الحياة.

من روائع قصص العشق الكردي،قصة المطران عيسى. لعل الحب أغلى ما نملك في حياتنا الهزلية هذه، والعشق أسمى نعمة يهبها الرب لنا في أيامنا القاحلة. حب من أجل الحب، عشق من أجل الحياة.
هكذا وجدناها في قصائد، وأشعار أسلافنا.

لكن! في زمننا هذا تحول الحب إلى مطية لاستجرار الغايات الرخيصة في زمن فشل العاشق في بناء علاقة حب حقيقة مع عشيقته. زمن تحولت فيه كل كلمات، وقصائد العشق إلى مقاطع لرسائل إلكترونية، أو قصاصة رسالة خلوية. الحب الذي انتقل من صفاء كمياه الينابيع إلى أكثر شيء نتن يباع، ويشترى لمن يدفع الأكثر. حب فقد لذته فصار كصبار في صحراء قاحلة، رغم أنه عادة يخضر الربيع في عيون عاشقين.


على ضفاف بحيرة (وان) وقبل أكثر من مئة عام


شهد دير أختامار أروع قصص الحب و النبل مريم الفتاة الأرمنية المسيحية ذات الجمال الفائق التي أخذت لب الرجال حتى هام بها والي وان فطلب من مرافقه الشخصي علي أن يذهب ويطلبها للزواج من أبيها للوالي العثماني وكل طلباتها مستجابة سلفا ذهب علي لمقابلة والد مريم وهو حزين وعرض عليه ما جاء من أجله وسمعت مريم الحديث و دخلت لتقابل علي ثم قالت له ياعلي انا احبك انت : لا أريد أن أتزوج من الوالي و إنما قلبي تعلق بك فخذني لك زوجة واخطفني كما يخطب العشاق عشيقاتهم بعد أن تضيق بهم السبل وهل يستطيع علي أن يرفض طلب حبيبته و عشق الفتاة التي يحلم بها كل شخص ، لكن ما السبيل وكيف الخلاص من جبروت الوالي ؟ قالت مريم: ليس لنا سبيل إلا أن نهرب و نستجدي بالمطران عيسى فهو رجل دين يستطيع أن يحمينا و معروف بالحكمة ليجد من أمرنا مخرجا


وكالعشاق حمل علي معشوقته مريم وصعدوا المركب الذي أخذهم للديراختامار كان المطران عيسى يغط في نوم عميق وايقظه علي ثلاث مرات وهو يقول: استيقظ يا أبانا لقد أتيت أمرا” عظيما” وحين استيقظ سرد له ماحدث وطلب منه أن يزوجهما على شريعة الاسلام وإن لم يصح فسأغير ديني للمسيحية وهنا قال المطرن عيسى والله أنني لن أهين دين محمد بأن تترك دينك لأجل فتاة أحببتها وتصبح مرتدا” بين قومك و سأزوجك مريم و فلتبقى مريم على دينها احتضن دير أختامار مراسم زواج علي و مريم وبقيا هناك عدة أيام ولما سمع الوالي ماحدث استشاط غضبا” في هذه الأثناء قصد الوالي المطران عيسى مناجياً إياه قائلاً: رأيت في حلمي ليلة أمس زوجين من الحمام طارا إليك داخلين ديرك، سلمني علي، ومريم أهبك ألف كيس من الذهب، قالها الوالي بحزم.


لكن قال المطرن لن اسلمك علي ومريم ابدا! وقد وضع المطران عيسى كميناً، أمام بوابة دير” اختامار” ورد عليهم قائلاً: أنا رجل لااخاف احد واخاف الله فقط ، ولا تخيفني كل رجالاتك أيها الوالي، لن أسلمك علي ومريم، لن أسلتسلم لتهديدك، لن أهين دين محمد في فناء الدير سآتي بآيات الله، ورسوله، وأمام عينيك أعقد قران مريم على علي، ولن أنهي معركتي معك.


وهاجمة الوالي القلعة لكن المطران عيسى رفض قائلاً : لن أجعل العار يلحق دير اختامار و يتناقل عبر التاريخ أن المطران سلم العاشقين فهاجم قوات الوالي وحدثت معركة حامية استبسل فيها المطران و علي ليقدما أروع البطولات للقيم التي آمنوا بها ولتبقى قصتهم خالدة يتناقلها الأجيال بين كر، وفر، حوار، وقتال بين الوالي، ورجالاته، وبين المطران عيسى، وعلي.

لم تهزم جيوش الوالي الجرارة إنسانية، وشجاعة المطران عيسى هذا البطل الذي خط اسمه بأسمى آيات الشجاعة، والبطولة، والكبرياء، ولم يتنازل لجبروت الوالي، ورجالاته منتصراً في النهاية مهدياً للحياة عبرة نادرة الحدوث في زمن كالذي نعيش فيه الآن.

أين نحن من أخلاق، وبطولة رجل دين مثل المطران عيسى؟
هل نستطيع أن نكرر ما فعله هو؟ متحدياً كل التقاليد، ورامياً خلفه كل الأحقاد مبتكراً طريقة جديدة للحب.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد