تاريخية التمييز على أساس النوع الاجتماعي!.

ظهر مصطلح “الجندر” في السبعينيات مِن القرن العشرين والـ”جندر” (Gender) كلمة إنجليزية تنحدر من أصل لاتيني، وتعني لغوياً: الجنس من حيثُ الذكورة والأنوثة، وكانت آن أوكلي هي التي أدخلتِ المصطلح إلى عِلم الاجتماع؛

نشوء مفهوم الجندر والفرق بين الجندر والجنس:

ظهر مصطلح “الجندر” في السبعينيات مِن القرن العشرين والـ”جندر” (Gender) كلمة إنجليزية تنحدر من أصل لاتيني، وتعني لغوياً: الجنس من حيثُ الذكورة والأنوثة، وكانت آن أوكلي هي التي أدخلتِ المصطلح إلى عِلم الاجتماع؛ وتوضح أوكلي أنَّ كلمة (Sex)؛ أي: الجنس، تشير إلى التقسيم البيولوجي بين الذكر والأنثى، بينما يشير النوع “الجندر” إلى التقسيمات الموازية وغير المتكافئة اجتماعيًّا إلى الذكورة والأنوثة. أما في الموسوعة البريطانية عُرِّف الجندر بأنه شعور الإنسان بنفسِه كذَكَر أو أنثى، ولكن هناك حالاتٌ لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافُق بين الصِّفات العضوية وهُويته الجندرية، إنَّ الهُوية الجندرية ليستْ ثابتة بالولادة؛ بل تؤثِّر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهُوية الجندرية، وتتغيَّر وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية، كلما نما الطفل”.

اللا مساواة بين الجنسين:

يترتب على مفهوم “الجندر” إشعال العداء بين الجنسين وكأنهما متناقضان ومتنافران؛ فيُزج بالجنسين في صراع إثبات الذات بشكل فرداني منفصل عن الجنس الآخر وفي صورة تهميش وإقصاء أحدهما للآخر. فاللا مساواة هي الاعتراف بأن النساء والرجال ليسوا متساوين، مما يؤدي إلى تمييز في سوق العمل ونشوء منافسة عدائية وعدم تكافؤ في الفرص والأجور والتقدير وذلك بناءً على الجنس فقط.

ومن هنا نشأت تيارات مضادة تسعى إلى تحقيق التكافؤ واستعادة بعض الحقوق فظهرت محاولات إصلاحية في المجتمع عموماً وفي سوق العمل على وجه الخصوص قائمة على فكرة العدالة الجندرية التي تعني العدالة في التعامل مع كلٍّ من الرجال والنساء بناء على الاحترام الكامل لاحتياجاتهم، ويتضمن ذلك تعاملات عادلة في الحقوق والمكتسبات والحريات المدنية والسياسية والتوزيع المتساوي للمقدرات الاقتصادية ضمن إطار التوزيع المتساوي للفرص والقدرة على التأثير والقوة الاجتماعية.

تاريخية التمييز على أساس النوع الاجتماعي:

يعود تاريخ عدم المساواة على أساس الجنس منذ بداية نشوء المجتمعات البشرية ولا سيما بعد تحولها إلى الصناعة؛ حيث أصبحت النساء يعملن لساعات طويلة في المعامل والمصانع لقاء أجور زهيدة باعتبارهن يد عاملة رخيصة، وعلى الرغم من قيامهن في بعض الأحيان بنفس الأعمال التي يقوم بها الرجل إلا أنهنَّ تقاضين أجوراً أقل فقط لكونهن نساء. إلى جانب أشكال عديدة من الاستغلال الجنسي والتحرش اللفظي والجسدي والابتزاز الذي يتعرضن له في ميادين العمل المختلفة، ما يجعل من بيئات العمل بيئات ملوثة وظالمة.

عوامل ظهور التمييز على أساس النوع الاجتماعي:

  1. يرتبط التمييز بين الذكر والأنثى بصورة أساسية بمظاهر النظام الأبوي؛ وهو نظام اجتماعي يمتلك فيه الرجال السلطات الأساسية في المجتمع، من ضمنها السلطات السياسية والأخلاقية والقانونية، مما ينتج عنه امتيازات عديدة للرجل وسيطرة على حقوق الملكية. في الحقل الأسري يتحكم الآباء (أو شخصية الأب) في النساء والأطفال، ويفرضون سيطرتهم عليهم. تاريخيًا، تمثل النظام الأبوي في العديد من المؤسسات الاجتماعية والقانونية والسياسية والاقتصادية والدينية. هذه البنية الاجتماعية التي تضع الرجال في مكان أعلى من النساء تسيء إلى كل الأطراف. ومن أشكال إساءة النظام الأبوي هي تجريم ورفض كل ما هو أنثوي أو كل ما يتعارض مع الصورة النمطية الجندرية للرجال. فالنظام الأبوي هو القمع الذي تصب فيه كل القوانين العرفية والعادات والتقاليد التي تحط من قيمة النساء وتنفي كونهن كاملات الأهلية وصاحبات قرار ومسؤولية.
  2. وقد جاءت العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع لتعزز هذه السلطة الذكورية على جسد المرأة وفكرها وقراراتها الحياتية والمهنية؛ ما أدى إلى استضعافها وتهميش حقها مقابل الحفاظ على سلامة حياتها أو تأمين رمق الحياة وأدنى مقوماتها.
  3. كما أنَّ للأديان دور مهم في تعزيز التسلط الذكوري بما تحمله من تعاليم تعطي الذكر أكثر مما تعطي الأنثى، وتجعلها تحت سيطرته بصورة واضحة.
  4. وبعد التمدُّن ونشوء المجتمع الصناعي، تفاقم هذا التمييز بصورة واضحة نظراً لحاجة النساء إلى العمل مع تطور الحياة اليومية وقبولهن بأدنى الأجور. بعض النساء تعرضن للتحرش والإساءة الجنسية وبعضهن واجهن تحديات التهميش والانتقاص والإساءات اللفظية والمعنوية. إنَّ عمل النساء حتى الأمهات لم يكن بالسهولة المتوقعة في ظل مجتمعات ترى الأنثى مسخَّرة لخدمة الرجل ولتكون أقل منه شأناً وحضوراً وكينونةً؛ فمعاناة النساء بدءاً من أسواق النخاسة حتى استعبادهن في ساعات العمل الطويلة وفرض عليهن الأجور المتدنية في الوقت الحاضر وفي ظل الفوضى الاقتصادية والركود الكبير هو أكبر مثال على الظلم والقسوة.

     الصور النمطية الجنسانية وأثرها في الناس:

الصورة النمطية هي حكم مقبول على نطاق واسع أو تحيز تجاه شخص أو مجموعة على الرغم من أنها غير دقيقة أو غير منطقية. يمكن للقوالب النمطية حول الجنس أن تسبب معاملة غير عادلة وغير عادلة بسبب جنس الشخص. وهذا ما يسمى بالتمييز على أساس الجنس.

هناك أربعة أنواع من القوالب النمطية الجنسانية:

  • سمات الشخصية: يُتوقع من المرأة أن تكون متكيفة وعاطفية، بينما يُتوقع من الرجال عادةً أن يكونوا واثقين من أنفسهم وعدوانيين.
  • السلوكيات المنزلية: على النساء رعاية الأطفال وطهي الطعام وتنظيف المنزل، بينما يعتني الرجال بالأمور المالية.
  • المهن: حصر بعض الأعمال والمهن في عالم الرجال وإقصاء النساء عنها.
  • المظهر الجسدي: الصورة المرغوبة للمرأة بأن تكون نحيفة ورشيقة، ويكون الرجل طويل القامة وذا عضلات.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد