القشور


النتوء المندمل الطيفي على مغسل الحيز المصدري الأول لذاكرته حينها كان في حالة من حالات الاقتتال مع

مسطح هامشي في ذاكرة ونيسه حول معشوقتهما ِالمشتركة ،

بعد الغروب هنالك في تلك الباحة من أركان القرية عادة ما تتم التفاصيل المتعلقة بجلسة الأنس التي تتكرر

ذات تفاصيلها بمصادفات قريبة الشبه من بعضها كل حين ،

حيث تستعير كل مرة نفس الانسياب الكلامي باللغة ذاتها وتتخللها نفس الفجوات الفراغية من الصمت المزمن الراكد الممتلئ بالصدأ والوهن.


هو يتجاوز همومه الشخصية إلى هموم أسرته التي كانت ذات يوم مترفة فحل على مزارعها جفاف

المواسم حتى أصبحت تعاني فرط التحولات وحمى الأزمنة، بلا قدرة منه كان مباشرة ينظر إلى أن قضية

إعادة رفاه الاسره معقودة بعزمه الجبار وقدرته المنكسحه ..معضلة الشح التي أسلمته لاستدانة المال استمرت

حتى أفقدته الثقة التي كم كان بها متميزا ..

سوى في ضميره كهفا لائذا باحتمال الاباحه لينسى وينسى ..ثم يبعث الأيام ..وهن عظمه واحتدت نصال حسه .

والبنت التي يحبها ينعتها نجمة الغسق في مخيمات الذاكرة القصية حيث لا ينوح بسرها إلا لانفعال

الافتراض من سيماء الوقت عنده ، يناجيها ليلا عندما يختم ملف الهموم والانهيار وتدمغ بؤرة الأحلام فيمضي معها مبرأة إياه من وعثاء أنقاضه .


ونيسه خلافا عنه تربى بالحد الأدنى من متطلبات الحياة المادية؛ نبغ في دروسه حتى حصل على إجازة

الجامعة العالية، نشأ معه ركم الهموم شيئا فجنحا عليه ،عمت نظرته عموما يهده ،كان يمكن حسبما مؤهله

الأكاديمي أن يهاجر وأن يمتهن في المدائن ..غير أنه كان مسكونا بأوجاع مؤامرات الشمس واللواذ ،فقر

موطن الحنين والتبرير منه أن يكتوي بما به يكتوي ذووه إن لم يستطع معاونتهم ،نخرته الآلام ،اهتز بانين

المرضى والمكابدين ..توجع بمجاهرة الغزاة ، القشور تتلو القشور ، حتى انه في جوفه كان يتخرق لانخراق

الأوزون ولكنه يرتحل بذاكرته من هذه المزرعة ذات القطن الأبيض إلى ذلك الشارع الإسفلتي ذا السواد الحاذق

ونيسه في لفافة القشر القصوى كان يحبها عبر أنها افتتان القطن بالضياء ..ولم يفصح إلا في حيز الوهم الذي هي فيه زائدة الوهج زائرة الضحى والنهارات .


عادة ما يكون أنسهما مفتتا فيتناول مبدأ معاناة كليهما ثم مشكلة بئر الماء التي تعاني منها القرية ثم

إقليم الوله بتجربة الحذر القصية ..وبعد ذلك يرفعا عقيرتيهما كل يحيد إلى فريق يلعب كرة القدم ،ثم ينصرفا.
..أما الأنس المتكرر فيتشرب بسرا بات السهو والتذكر

عنده الأكوان مليئة بمسطحات الغروب اللائذة بالشرود والأمنيات المنعتقة وبالأسماء ،مفقودة للطيف والمعشوقة

في هوامش الأبجدية ، رحابه مرتطمة بالرسالات المنفلجة القادمة إلى ضاحيتها المباركة ،الظن يقرأ عيون

ونيسه تماما فيرى أنه أيضا يحبها يغار على توهمه من توهم ونيسه ،الذي عبر نافذة عينيه تلج الرسالة

مواطن وداده وجراحه واختصامه ..تزداد غموضا كلما أوغلت لديه ،الهواء الممجوج بتوابل حمرة المغيب يلسعه

في لفافات الحشايا الموبوءة بالتقرحات ،ثم يلتاك لسانه فرط الأبخرة الآتية من هناك ويجوس في أعماقه حتى

مخيماتها الوليجة الملونة بالزرقة والهجيرة والسياط ..فتزداد أوجاعه حتى يتقن عذره في الانسحاب من جلسة

الأنس التي يحكيان فيها عن الغرق والتوابيت وبادرة الزهر الآمن ..وتبقى سجالات الذاكرة مسكوت عنها محرمة على اللغة .
ذات صباح سمع كليهما زغاريد الفرح الذي أعلن عرسها..خفية بكى كليهما وبذات الافتجاع ولوعة الفقد وأصبحت مساءاتهما حالكة شتائية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد