تجنَّبوا هواء الخريف فإنَّه يفعل بكم ما يفعل بأوراق الشجر!

تبدَّل الأحوال مع اقتراب فصل الخريف؛ فتنخفض درجات الحرارة ويقصُر النهار وتتساقط الأوراق بعد أن تصطبغ بلون أصفر محمرٍّ، ما يؤثر سلباً على بعض الأشخاص نتيجة التغيرات المناخية والانتقالية فيصيبهم ما يدعى بالاكتئاب الموسمي؛ الذي تختلف أعراضه من شخص لآخر، كما تختلف شدَّة هذه الأعراض.

تتبدَّل الأحوال مع اقتراب فصل الخريف؛ فتنخفض درجات الحرارة ويقصُر النهار وتتساقط الأوراق بعد أن تصطبغ بلون أصفر محمرٍّ، ما يؤثر سلباً على بعض الأشخاص نتيجة التغيرات المناخية والانتقالية فيصيبهم ما يدعى بالاكتئاب الموسمي؛ الذي تختلف أعراضه من شخص لآخر، كما تختلف شدَّة هذه الأعراض.

 وقد أوضحت الاختصاصيَّة النفسيَّة سعاد عبَّاس لموقع آراب، أنَّ هذه الأعراض تتراوح بين تقلّبات مزاجيَّة عابرة وقلق وتوتر، وصولاً إلى اكتئاب ملازم طيلة فترة الخريف، واضطرابات في النوم والشهية، فضلاً عن صعوبة التركيز وانخفاض الإنتاجيَّة وتساقط الشعر, وما يترتَّب على ذلك من مشاكل جسدية عضويَّة نتيجة انعكاس الحالة النفسيَّة على الصحَّة العامَّة. وتذكر لنا عباس أنَّ الأسباب عديدة؛ فمنها ما هو مرتبط بتغيرات حالة الطقس اليوميَّة، والمدى الواسع بين درجات الحرارة صباحاً ومساءً، ونقص التعرُّض للشمس بسبب غيابها مبكراً أو حجبها وراء الغيوم ما يشكِّل سبباً مهمّاً للاكتئاب وفق الدراسات الحديثة نتيجة انخفاض مستويات فيتامين دال؛ وهو ما يعاني منه معظم سكان المناطق الباردة التي لا يطالها ضوء الشمس لساعات كافية خلال النهار ويكون فيها النهار قصيراً مقارنةً بالمناطق ذات النهار الطويل. والجدير بالذكر أنَّ ضوء الشمس يؤثر في منطقة المهاد من الدماغ ما يحفِّز بدوره إفراز هرمون السيرتونين المرتبط  بالسعادة وتحسين الحالة المزاجيَّة. ومن الأسباب أيضاً ما هو مرتبط بعوامل القلق النفسي والوساوس؛ كالخوف من المرض والإنفلونزا والحساسية وغيرها. كما أنَّ مجيء فصل الخريف بعد عطلة الصيف الممتعة واعتياد الناس على البقاء في منطقة الراحة والترفيه، سيشكل لديهم نوعاً من الاستياء والتوتر لارتباط الخريف بالعودة إلى المدارس واستئناف الناس لأعمالهم والتزاماتهم المرهقة.

يقول الإمام علي بن أبي طالب: “تجنَّبوا هواء الخريف فإنَّه يفعل بكم ما يفعل بأوراق الشجر”.

ومن الجميل أن نختتم مقالنا بأبيات للشاعر السوريِّ نزار قباني أوردها في قصيدة «تناقضات نزار قباني الرائعة»، التي أضاف فيها فضلاً خامساً إلى الفصول الأربعة أسماه “فصل البكاء”، يقول:

وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ

هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ

تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ..

وفي اللحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النساءْ

كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ

وفي اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها..

ولا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شعرَ، لا نثرَ،

لا شيءَ فيها..

أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق

عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها…

ومن النصائح المهمَّة لتجاوز الاكتئاب الموسمي: الخروج إلى ممارسة الرياضة صباحاً وفي أوقات شروق الشمس، وقراءة الكتب، ومشاهدة الأفلام المسليَّة، وتجربة أشياء جديدة لكسر حالة الملل والرتابة مثل: إعداد وصفة طعام جديدة، أو التعرف على أشخاص من ثقافات مختلفة أو تعلُّم بعض الأشغال والأعمال اليدوية في سبيل التسلية والشعور بالإنتاجية أيضاً؛ ما ينعكس بصورة إيجابيَّة على الحالة النفسيَّة العامَّة. ولا ننسى أنَّ التواصل المباشر مع الآخرين والاجتماع مع الأصدقاء بين الحين والآخر ضرورة لا غنى عنها لتحسين المزاج.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد