Photo by Khairul Onggon from Pexels

الأخلاق بين الفطرة والدين

هناك خلاف قائم منذ قرون حول أصل الأخلاق بين الفلاسفة ورجال الدين من جهة وبين الأركيولوجيين والأنثروبولوجيين من جهة ثانية.

هناك خلاف قائم منذ قرون حول أصل الأخلاق بين الفلاسفة ورجال الدين من جهة وبين الأركيولوجيين والأنثروبولوجيين من جهة ثانية.


السؤال الرئيس: ما هو أصل الأخلاق؟


الجواب عن هذا السؤال قد نجد بعضه عند علماء تاريخ الأديان وعلماء الحفريات بالإضافة إلى الكتب المقدسة لا سيما القرآن الكريم.


” حسب دراسات الأحفوريات وتحليل الحمض النووي هناك أدلة تشير إلى أن الإنسان الحديث (النياندرتال) كان في أفريقيا حوالي 300 ألف عام “.
” هذا الإنسان (النياندرتال) هو أول من دفن موتاه وهو أول من وجه رأس جثت الموتى في القبر نحو الشرق، أي باتجاه شروق الشمس “.


بالنسبة للقرآن الكريم، الدين بدأ مع آدم بناء على قوله تعالى:
” فتلقى آدم كلمات من ربه فتاب عليه ” (البقرة 37).
” واتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ” (المائدة 27).
وعليه، فالأخلاق، بالنسبة لآدم وما بعده، كان أصله الدين؛ بحيث الأخلاق من صميم الدين.


هناك دراسات أخرى تشير إلى أن هناك كائنات حية كانت قبل آدم بملايين السنين تشبهه إلى حد كبير، مثل؛ أريرون تيجان، هومو ناليدي، أريكتوس، الأنامنيس، سيبرانو، هايدلبيرغ، فلوريس، لوسي، أردي.. هؤلاء الكائنات كانوا قبل آدم بملايين السنين 8 مليون عام وما دون..
هناك فرضية مفادها أن آدم تم اصطفاؤه مما سبق ذكره..
بعض العلماء من المسلمين المهتمين بموضوع “الخلق” على سبيل المثال لا الحصر؛ (عبد الصبور شاهين، عماد محمد بابكر حسين..) يستدلون بقوله تعالى:
” إن الله اصطفى آدم.. ” (آل عمران 33)
وقوله تعالى:
” ولقد خلقناكم أطوارا ” (نوح 14)
وقوله تعالى:
” وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ” (الحجر 29)
يقصدون بالتسوية مرحلة “البشرية” قبل آدم؛ التي أخذت ملايين السنين جيلا بعد جيل حتى أصبح مؤهلا لحمل رسالة الإيمان والعمران على شرف وتكليف آدم المصطفى عليه الصلاة والسلام!
والله تعالى أعلم.
ما يهمنا من هذا السرد هو أن هناك كائنا (بشر) يشبه الإنسان كان قبل آدم وقبل ظهور الدين كان مصدر أخلاقه؛ “قانون الفطرة” الناظم للكون ولكل الكائنات إلى أن بدأ ظهور الأنبياء والرسالات السماوية للتذكير بالفطرة وتهذيبها وتقويمها وتوجيهها لتكون خالصة لله واليوم الآخر..
وبعد الفطرة والدين جاء دور العقل بعد نضجه من خلال النظر إلى الكون والكائنات.. عبر قرون إلى أن وصل إلى القدرة على رصد القوانين الناظمة للأخلاق ورصد الأسباب والمسببات والظروف والملابسات.. من خلال “فلسفة الأخلاق” و”علم الأخلاق” بدءا مع أرسطو وما بعده؛ الذين أسسوا ل “فلسفة الأخلاق” و”علم الأخلاق”.آدم المكرم
ظهور آدم عليه السلام كان بعد خلق الكون وباقي الكائنات الحية بملايين السنين؛ وكأن الله جل وعلا خلق الكون من أجل الإنسان ليؤمن بعالم الغيب ويقوم بعمارة الأرض في عالم الشهادة!
بالإضافة إلى هذا التكريم العظيم هناك تكريمات أخرى:

” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ” (الحجر 29)

” وعلم آدم الأسماء كلها ” (البقرة 31)
” ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ” (الإسراء 79).
تلك هي أصول الأخلاق: (الفطرة، الدين، العقل) كنتاج للمقاربة الشمولية للموضوع بمعزل عن أي تعصب أيديولوحي أو ديني.. الفيصل في الأمر؛ الاختبار العلمي تأكيدا أو تفنيدا أو تحفظا..
والله تعالى أعلم.

المراجع:

  • عبد الصبور شاهين، أبي آدم
  • رضوان أشرف، ديانات عفى عنها الزمن
  • تاريخ الأديان، ويكيبيديا
  • خزعل الماجدي، تاريخ الأديان
  • هومو، ويكيبيديا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد