الواقع المعيشي في سورية وأسعار حليب الأطفال التي مازالت في ارتفاع!.

تأتي أهميَّة الحليب بالنسبة إلى الأطفال حديثي الولادة وحتى العام والنصف من عمرهم؛ من حيث كونه ضرورة لا غنى عنها لنمو الطفل السليم واكتسابه المناعة وتزويده بالعناصر الغذائية اللازمة لقيام جسمه بالوظائف الحيوية؛ وفي مقدمة هذه العناصر الكالسيوم، والحديد، والأحماض الأمينية التي هي الوحدات الأساسية لبناء البروتين، والفيتامينات وفي مقدمتها؛ مجموعة فيتامينات B وفيتامين D.

تأتي أهميَّة الحليب بالنسبة إلى الأطفال حديثي الولادة وحتى العام والنصف من عمرهم؛ من حيث كونه ضرورة لا غنى عنها لنمو الطفل السليم واكتسابه المناعة وتزويده بالعناصر الغذائية اللازمة لقيام جسمه بالوظائف الحيوية؛ وفي مقدمة هذه العناصر الكالسيوم، والحديد، والأحماض الأمينية التي هي الوحدات الأساسية لبناء البروتين، والفيتامينات وفي مقدمتها؛ مجموعة فيتامينات B وفيتامين D.

وعلى ذلك؛ يكون حليب الأطفال في مقدمة جملة المواد الضرورية والأغذية المقدّمة للطفل كضرورة، لا كمادة مكملة.

  • واقع الأمهات في سورية، ومقصّ الظروف الاقتصاديَّة الذي يحتّم اقتطاع جزء مهم من غذاء الطفل وحاجياته:

بالحديث عن حال الأمهات في سورية، ولا سيّما اللواتي لا يعملن أو لا معيل لهنّ، نلاحظ غياب الكثير من متطلبات الطفل الأساسية عن بيوتهن؛ فالوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار الفاحش بالنسبة إلى المواد الغذائية والضرورية وفي مقدمتها؛ الأدوية واحتياجات الأطفال من حفاضات، وحليب أطفال، ومنتجات القمح، وغيرها. وقد كان للحليب النصيب الأكبر في غلاء الأسعار من جهة، وحرمان الأطفال منه من جهةٍ ثانية.

  • أثر غياب الحليب عن النظام الغذائي للطفل:

إنَّ ضعف الثقافة الصحيّة عند بعض الأمهات من جهة، ومقصلة الغلاء المعيشي من جهة ثانية، دفع ببعض الأمهات إلى الاستغناء شبه الكامل عن حليب الأطفال في تغذية أطفالهم؛ وهذا ما سيؤدي بدوره إلى افتقار نظامهم الغذائي لجملة واسعة من المغذيات التي لا غنى ولا بديل عنها؛ الأمر الذي سيحصد نتائجه الأطفال نفسهم لاحقاً؛ كإصابتهم بهشاشة العظام والأسنان والاضطرابات العصبية والهضمية واضطرابات النمو المختلفة وأمراض نقص المناعة. سبب ذلك؛ هو ظنّ الأم بأنّ حليبها قد يكون كافياً، أو أنّها تعوض له غياب الحليب من خلال بعض الأغذية الأخرى الأقل سعراً، وهذا مفهوم خاطئ في تغذية الطفل.

كما أنّ لجوء بعض الأمهات إلى الحليب البقري غير المخصص للأطفال، سيؤدي إلى طهور مشكلات هضمية واضطرابات عديدة لعدم احتمال الأطفال دون عمر السنة للحليب البقري.

  • الواقع المعيشي في سورية وأسعار حليب الأطفال التي مازالت في ارتفاع:

بعد سؤال عدد من الصيدليات؛ تبيّن غياب عدد كبير من منتجات حليب الأطفال الجيدة من ناحية المحتوى الغذائي والجودة؛ فبعد السؤال عنها كانت الإجابة: (مفقود، مقطوع….).

من ناحية ثانية تتراوح أسعار عبوات حليب الأطفال المتوفرة والمخصصة للأطفال حتى العام والنصف عام، بين السبعة آلاف وأربعة عشر ألف ليرة سوريّة، وهو ما يعادل تقريباً خمس مُرتَّب الموظف الحكومي أو ربعه.

ما دفع ببعض الآباء إلى الاستغناء جدياً عن حليب الأطفال، وتسويغ ذلك وكنوع من أنواع مواساة النفس؛ بأنّ حليب الأم كافٍ!.

إن نتائج ذلك ستظهر في أجيال لاحقة بعد سنوات؛ فغياب عناصر ومغذيات لا غنى عنها عن النظام الغذائي للأطفال في مرحلة نموهم هو دلالة خطيرة صحيّاً على المدى البعيد، كما أنّه دلالة خطيرة اجتماعياً واقتصادياً على المدى القريب.

وعلى ذلك؛ يأتي السؤال الأهم: ما الحلّ الذي يملكه الآباء أمام واقعٍ يشهر قبحه وصعوبته يوماً بعد يوم؟ وما الحال التي سيؤول إليها وضع الفقراء وصحّة أبنائهم بعد سنوات من سوء التغذية والنمو غير المكتمل؟ وأين غابت معظم الجمعيات الخيريَّة والمنظمات الإنسانيَّة التي كانت تقدم المساعدات دون شروط تعجيزيَّة ودون واسطات أو ما يسميّه السوريون سخريةً: “فيتامين واو”؟

ودون انتظار شهور كاملة قبل استلام العائلة حِصَّتها الضئيلة من المساعدات التي تكون في معظمها مؤلفة من الحبوب والبقول، دون أن تحتوي على ما أصبح في حساب السوريين من الكماليات؛ أي: الفاكهة والمنتجات الحيوانية بما فيها الحليب المجفف والبيض، وما يحتاجه الأطفال. يبقى السؤال معلَّقاً؛ دون أن يحاول السوريون طرحه أو التفكير  فيه حتى!، فما الفائدة من طرح أسئلة لا جواب عنها ولا حلَّ لقضيتها. يهمس السوريون ويتهامسون: “الله يلعن الفقر، شعب عايش بقدرة الله، الله يفرِّج أحسن شيء…” وعبارات من هذا القبيل تخفف عنهم وطأة الحرمان وألم البطون الخاوية وتجنّبهم الخوص في أسئلةٍ “سياسيَّة” خوفاً من عواقب السؤال أو حتى الكلام.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد