كتاب «ألف ليلة وليلة» عربي أم فارسي؟
بخلاف هذه الشهادة الأدبية هناك بعض المراجع الأدبية التي تأثرت بكتاب ألف ليلة وليلة؛ يمكننا نذكر منها:
ألف ليلة وليلة كتاب يتضمّن الكثير من القصص التي حصلت في آسيا بالإضافة إلى الحكايات الشعبية التي جُمِعت وتُرجمت إلى العربية خلال العصر للإسلامي.
يسمى الكتاب أيضاً باسم الليالي العربية وكان يسمى في القديم “أسمار الليالي للعرب لأنه يتضمن الفكاهة ويورث الطرب.
جُمع العمل على مدى قرون، من قِبل مؤلفين ومترجمين وباحثين من غرب ووسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. و تعود الحكايات إلى القرون القديمة والوسطى لكل من الحضارات العربية والفارسية والهندية والمصرية وبلاد الرافدين.
اشتهر الكتاب ببعض القصص التي تحتويه مثل “علاء الدين والمصباح السحري”، و”علي بابا والأربعون لصاً”، و”رحلات السندباد البحري السبع”، كما أن هناك بعض الحكايات الشعبية في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر شبه مؤكدة تقريباً.
يرى البعض أن كتاب ( ألف خرافة الفارسي) يختلف عن الكتاب العربي الذي لم يُتم الجهشياري كتابته، يقول الباحث حمزة الأعرجي في كتابه تاريخ ألف ليلة وليلة:
“إن أغلب الدارسين يتفقون على أن حكايات ألف ليلة وليلة كتبت في العصر العباسي خاصة أن هارون الرشيد ذُكر في أكثر من موضع بألف ليلة وليلة وانطلقت من بغداد نحو الشام، لتكتمل رحلتها في مصر، وأضيفت إليها الكثير من الحكايات المستوحاة من حوادث التاريخ التي مرّت على الأقطار العربية بعد انهيار الدولة العباسية”.
ولم تنتقل إلى الثقافة الغربية إلا مع نشاط حركة الترجمة في أواخر القرن الثامن عشر، والتي نقلت العديد من الأعمال المكتوبة من العالم العربي، وتحديداً مصر والعراق.
بعد انتقالها إلى العالم الغربي، زادت شهرة ألف ليلة وليلة بقوة، وخصوصاً في بريطانيا وفرنسا، ومنها إلى أغلب ثقافات العالم، ويمكن أن نستهلّ الأثر الذي أحدثته بما قاله الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، المعروف بكونه “عبقري الواقعية السحرية”، ففي مذكراته بعنوان “عشت لأروي” يقول:
“تعلّمت من ألف ليلة وليلة ما لن أنساه أبداً، بأنه يجب أن نقرأ فقط الكتب التي تجبرنا على أن نعيد قراءتها. إن ألف ليلة وليلة هو ما صنع مني أديباً، بعد أن سحرتني الحكايات داخله، وأكثر ما شغفت به هو دور الراوي”.
جميع القصص من حكايات الليالي التي دارت فيها بعض الاحداث مثل (القسطنطية وبلاد خرسان) ويوجد قصص أخرى من وحي الخيال مثل (المماليك البحرية ومدينة النحاس) وكل ذلك يتجلى الوصف بلون عربي فالحكايات كلها مشرقية ومشحونة بقصص المرأة والنجار والأمراء والضباع والى آخره وهذه الحكاية تنتصر للقيم الانسانية الشريفة كالعدل والمساواة وقد جاء هذا الصف شبيها بمحتوى كتابي القزويني(عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات و كتاب (فريد العجائب) لابن الوردي وكتاب (نخبة الدهر) للدمشقي وهذه المكونات تجعلنا نؤكد ان كتاب الف ليلة وليلة عربي، فالكتاب له منطق سرد خاص من محتوى البيئة العربية بعواصمها ومدنها مثل : بغداد والموصل والقاهرة ودمشق وحلب.
بخلاف هذه الشهادة الأدبية هناك بعض المراجع الأدبية التي تأثرت بكتاب ألف ليلة وليلة؛ يمكننا نذكر منها:
مسرحية كالديرون، الكاتب الإسباني “إنما الحياة حلم”، إذ استعار مؤلفها هيكل قصة من قصص ألف ليلة وليلة، وتحديداً قصة “النائم الذي استيقظ”.
المعجزة الثالثة والعشرون في ديوان “المعجزات“ للشاعر الإسباني غونثالو دي بريتو، وهي تشبه قصة التاجر البغدادي المسلم الذي سُرِقَتْ منه أمواله في الصين، ودخل في مغامرة لاستعادتها.
الروائي الإيطالي جيوفاني بوكاشيو، وجد في ألف ليلة وليلة مصدر إلهام، فكتب أبرز أعماله الأدبية الديكاميرون أو “الليالي العشر”، التي تحكي 10 قصص في 10 أيام، كل يوم تقوم شخصية مختلفة بسرد حكاية أسطورية الطابع.