الفرنسي رولان بارت..سيادة المؤلف المطلقة على النص الإنثروبولوجي لابد من إنهائها
خلق رولان بارت جدلية حول مفردة “المؤلف” أو الكاتب كما يترجمها العرب ووضع المؤلف في قبالة النصّاص. فالمؤلف والنّصاص مصطلحان يستخدمهما بارت لوصف طرق مختلفة للتفكير في مبتكري النصوص، يقول بارت أن “المؤلف” هو مفهومنا التقليدي للعبقرية المنفردة التي تخلق عملاً أدبيًا أو قطعة أخرى من الكتابة بواسطة قوى خياليه أصلية.
المؤلف والنّصّاص الفرنسي رولان بارت مؤلف 1980The Author and the scriptor والتي ترجمت الى العربية تحت عنوان “موت المؤلف”.
خلق رولان بارت جدلية حول مفردة “المؤلف” أو الكاتب كما يترجمها العرب ووضع المؤلف في قبالة النصّاص. فالمؤلف والنّصاص مصطلحان يستخدمهما بارت لوصف طرق مختلفة للتفكير في مبتكري النصوص، يقول بارت أن “المؤلف” هو مفهومنا التقليدي للعبقرية المنفردة التي تخلق عملاً أدبيًا أو قطعة أخرى من الكتابة بواسطة قوى خياليه أصلية.
بالنسبة لبارت، لم يعد هذا الفهم قابلاً للتطبيق لإن الأفكار التي قدمتها مجموعة من الفكر الحديث، بما في ذلك رؤى السريالية، جعلت المصطلح قديمًا. بدلاً من المؤلف ، يقدم لنا العالم الحديث شخصية يسميها بارت النّصاص أو “كاتب النص” الذي تكمن قوته الوحيدة في الجمع بين النصوص الموجودة مسبقًا بطرق جديدة.
يعتقد بارت أن كل الكتابة تعتمد على نصوص ومعايير واتفاقيات سابقة، وأن هذه هي الأشياء التي يجب أن نتجه إليها لفهم النص ، كطريقة لتأكيد عدم الأهمية النسبية لسيرة الكاتب مقارنة بهذه الاصطلاحات النصية والعامة، يتابع حديثة بان كاتب النص ليس له ماضٍ، ولكنه وُلِد بالنص، كما يجادل بأنه في حالة عدم وجود فكرة “مؤلف – إله” للتحكم في معنى العمل.
يتم فتح آفاق تفسيرية بشكل كبير للقارئ النشط. على حد تعبير بارت، “موت المؤلف هو ولادة القارئ”. أنثروبولوجيا لهذا تداعيات كبيرة جادل من أجلها الأمريكي جيمس كليفورد في كتابه الذائع الصيت “محنة الثقافة” ١٩٨٦. حيث قال أن سيادة المؤلف المطلقة على النص الإنثروبولوجي لابد من إنهائها.
فقبل مرحلة مابعد الحداثة كان الأنثروبولوجي يدمج كل ما جمّعه من الميدان في نص واحد هو نص المؤلف الشارح للنصوص المجمّعة من الميدان، لذلك نادى جيمس كليفورد بأهمية أن ينشر كل أنثروبولووجي نصوص الإفادات الميدانية لمن قابلهم ميدانيا كاملة بدون تعديل وتشرح كما هي. ومن ثم يقوم من خلال نص آخر ومنفصل بالتعليق والشرح على مقالات الإخباري.
هكذا يتكون النص الإخباري ونص المؤلف الشارح للإفادة الإخبارية. يقول جيمس كليفورد عندما تنفصل الكتابة الأنثروبولوجية الى نصين. نص إخباري ونص تأليفي هنا تتضخم سلطة القاريء … فالقاريء يتحول الى الحكم الى القاضي. فهو أي القاريء يقرأ نص الإخباري ومن ثم يقرأ نص المؤلف الشارح للخبر ثم يتمكن القاريء من إتخاذ موقف بين النصين. إما أن يرفض فهم الشارح للخبر وأما أن يرفضه، وبهذه الطريقة وبهذا الفهم تموت سيادة المؤلف المطلقة على النص الأنثروبولوجي في مرحلة ما بعد الحداثة وتنطلق سيادة القاريء