نساء من هذا الزمان!

اسفل الخبر

إعداد: سلمى كنفاني

كان و ما زال هناك صوت للمرأة في الوطن العربي الذي عايشَ حضارات عدة، و مهما اختلفت التسميات لحراك المرأة لكنه سيبقى ( صوت القوة ) صوت النساء اللواتي حكمن شعباً كاملاً فوق كرسي الملك أو حكمن العالم بقلم قد غرد آلاف الكلمات و الرؤى ( نسوّية أو feminism ) بصمة قديمة تتطور أساميها و أشكالها.


  الحركة النسوية لم تكن وليدة اليوم أو عدة سنوات بل هي حركة عاصرت حضارات منذ القدم و حصدت هزائم و انتصارات، حتى سجلها التاريخ، و منهن الملكة زنوبيا التي تسلمت حكم تدمر و أثبتت دورها في الحرب و السلم فقد تميزت بالحنكة و الذكاء السياسي، و كليوباترا التي تولت حكم مصر في عصر الأسرة المقدونية المنحدرة من اليونانية، و الملكة بلقيس ملكة سبأ في اليمن التي لعبت دوراً في قيادة شعب بالكامل، و استمر الدور النسوي بالعطاء و لعبت الحروب في وطننا العربي دوراً مؤثراً في إضعافه، فالحرب كان لها مخلّفات عدّة، كعودة العادات و التقاليد و الأعراف البالية للواجهة و انتشار الجهل فظهرن مناضلات أخريات في مطلع القرن التاسع عشر وكانت من أهم بطلاته الصحفية السورية هند نوفل التي احتضنت قضايا المرأة و برز دورها سنة 1892، و كان لها أول إصدار لصحيفة ( الفتاة) و التي خاضت حرباً ثقافية ولاّدة للقضاء على ظاهرة الجندر أو التعنيف الإجتماعي ضد المرأة، و ماري عجمي التي كانت أول من رفعت شعار المقاومة النسائية ضد الاحتلال العثماني في سوريا و المطالبة بالكف عن اضطهادها، و تشكلت أول رابطة نسائية في سورية 1948 لدعم المرأة في التعليم و توعيتها قانونياً و في المغرب العربي كانت الكاتبة و الباحثة و الناشطة فاطمة المرنيسي التي صُنفت من ضمن أكثر مائة إمرأة تأثيراً في عالمنا العربي، فقد كانت تحاضر و تكتب و تناقش و تطالب بحق النساء و إيقاف العنف ضدهن، و الناشطة الفلسطينية أميرة شاهين التي حصلت على جائزة ( او دبليو اس دي السفير) لدعم قضايا المرأة في الدول النامية، و كل هؤلاء النساء كنّ صفاً واحداً في خندق الرجال الذين دعموهن في نضالهنّ .


و ما بين الحاضر و الماضي الغني كان لتطور وسائل التواصل و الانترنت دوراً في إبراز منصات أخرى كالفيسبوك، بعضها أضاف للحركة النسوية و بعضها أساء لها مما جعل تاريخ المناضلات القدامى مهمشاً لعدم دراية الأغلبية به، فأصبحت النسويّة محط سخرية في مواقع التواصل و ظهرن نساء جدد في الواجهة، و أعلنوا شن حربٍ ضد الرجال عموماً و تبوأت الكثيرات منصب الناشطات الحقوقيات و كتبن على صفحاتهن مناضلات لأجل المرأة و أكثر، و كان لهنّ نصيب كبير من المتابعين من كلا الجنسين و لكن ما يقدمه بعضهنّ لا يُسلط الضوء على مشاكل المرأة الجذرية التي خلّفتها الحروب و الوصايا الأجنبية في بلادنا و التي استحدثت قوانين جديدة في دور القضاء التي هضمت من حق المرأة  مثل ( حق الحضانة و الأمومة ، عدم وجود ضمان اجتماعي للمرأة ، العمل الجدي لإيقاف العنف الذي تتعرض له أغلب النساء في الوطن العربي و منع تزويج القاصرات أو الزواج القسري ،التحرش و الإغتصاب ) و كل ما نراه هو الدفاع عن حق المرأة في المساكنة إذا أرادت ذلك وحقها في ممارسة الجنس مع من تريد بدون قيود أو الخوف من المجتمع  فكتبت إحداهن على صفحتها ( نعم لقد مارست الجنس اليوم مع رجل وسيم و كان رائع جداً و لم أشعر بالعار) و أخرى تناقش بالأمراض الجنسية و الحقوق الجنسية و أخرى تسب و تشتم العقائد و الأديان و لم أجد في إحداهن من تمثّل مشاكلي أو مشاكل الأخريات و أغلب النساء التي ناقشتهن بشأن النسوية قد أبدين امتعاضهن من تلك الصيحات الفيسبوكية لأن وجعنا أعمق من ممارسة الجنس أو ساعة متعة .


فهل هؤلاء النسويات الفيسبوكيات هم منبر لنا ؟؟؟؟ و ماذا علينا فعله كي نفرّق ما بين الشيء و شبيهه؟ و هل نحن اليوم نحتاج لثورة نسوية جديدة لتقييم الوضع المزري و كيف لنا أن نؤثر إيجاباً بعدما صرنا موضع سخرية في مواقع التواصل ؟؟ علّكم تفيدوننا بنصائحكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد