قصة المثل “من جد وجد ومن زرع حصد”!

من يزرع سوف يحصد ثمرة زرعه ، ومن سار على الطريق الصحيح سوف يصل في النهاية ، يقول الله عز وجل في سورة التوبة ” وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ” ، فالإنسان يحصل على نتيجة جهده

” من جد وجد ومن زرع حصد ، ومن سار على الدرب وصل ” لا بد على كل إنسان أن يضع هذه الحكمة أمام عينيه ، فيجب عليه أن يسعى وأن يجتهد لتحقيق أهدافه ، حيث أن معنى هذه المقولة أن من يجتهد سوف يجد نتيجة اجتهاده ، ومن يزرع سوف يحصد ثمرة زرعه ، ومن سار على الطريق الصحيح سوف يصل في النهاية ، يقول الله عز وجل في سورة التوبة ” وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ” ، فالإنسان يحصل على نتيجة جهده وتعبه ، فلا يمكن أن يضيع تعبه وجهده هباء ، فقد قال الله عز وجل : ” إِنَّا لَا نُضِيع أَجْر مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ” ، وهناك فرق بين المجتهد والدؤوب وبين الكسول الذي يتوانى عن العمل والجد ، فلا يمكن أن يحصد كلاهما نفس الثمار ، بل أن كل منهما يحصد ثمرة زرعته فقط لا أكثر ولا أقل .

قصة المثل

يحكى أن ملكا قام باستدعاء ثلاثة من الوزراء وطلب منهم طلبا عجيبا، فقد طلب من كل واحد منهم أن يحضر كيسا كبيرا ويقوم بملئه بثمار طيبة من البستان ، وأمرهم بأن يقوموا بهذا العمل بأنفسهم دون الاستعانة باي شخص، استغرب الوزراء الثلاثة من الطلب الذي طلبه الملك، ولكن لم يكن أمامهم سوى تنفيذ طلبه والانصياع لأوامره، فأخذ كل منهم كيسه ثم ذهبوا جميعهم لملء الكيس من البستان، فكيف فكر كل منهم وكيف قام كل منهم بتنفيذ أوامر الملك ؟.

قام الوزير الأول بملء الكيس من أفضل أنواع الثمار وأجودها وأحسنها، وكان ينتقي كل ثمرة بعناية من أطيب الثمار، وقد فعل ذلك من أجل أن ينال رضا الملك، أما الوزير الثاني فقد رأى أن الملك لا يريد الثمار لنفسه وأنه لن يتفحصها، ولذا لم يهتم بجودة الثمار التي ينتقيها، وكان يضع في الكيس ما يجده أمامه من ثمار بكسل وإهمال، ولم يهتم باختيار الثمار الطيبة بل كان يملأ كيسه بالصالح والطالح معا، أما الوزير الثالث فلم يهتم بما طلبه الملك أساسا، اعتقادا منه بأن الملك لن يكترث بما في داخل الكيس، وقام بوضع الكثير من أوراق الشجر والحشائش لملأ الكيس، وفي اليوم التالي استدعى الملك الوزراء الثلاثة وأمرهم بإحضار الأكياس التي جمعوا فيها الثمار .

ثم أمر رئيس الجند بحبس الوزراء الثلاثة في السجن، ووضع كل واحد منهم في حبس بمفرده ومعه كيسه لمدة ثلاثة أشهر، وأمر بمنع زيارتهم ومنع الأكل والشرب عنهم طيلة مدة الحبس، وبالفعل تم تنفيذ أوامر الملك وظل الوزراء الثلاثة في السجن لمدة ثلاثة أشهر، أما الوزير الأول فقد كان معه ما يكفيه من الثمار الطيبة التي جمعها، واستطاع أن يعيش حياة طيبة لمدة ثلاثة أشهر، والوزير الثاني عاش في ضنك وضيق حال لأنه اعتمد على الثمار الطيبة فقط، ولم تنفعه الثمار الفاسدة التي جمعها، أما الوزير الثالث فقد كان أسوأهم حظا فقلم يستطع تحمل الجوع ومات قبل انقضاء الشهر الأول .

نستنتج من هذه القصة أن من يجد ويجتهد ويتقن عمله هو الذي يصل إلى النجاح والفلاح ، أما الذي يتكاسل ولا يجتهد فلا يمكن أن يحقق أي نجاح ولن يصل إلى أي هدف ، فلا بد من المثابرة والعمل الدءوب والصبر وعدم الاستسلام ، فالنجاح يحتاج إلى الجهد والتعب والإصرار مهما كانت الصعاب والمعوقات .

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد