تربية الطفل في العالم العربي

لطالما كنت أؤمن بأن تصرفاتنا في الكبر هي بطريقة ما انعكاس لما فعلناه واكتسبناه في صغرنا، ففي إحدىنقاشاتي مع صديقتي

بتول الراعي

لطالما كنت أؤمن بأن تصرفاتنا في الكبر هي بطريقة ما انعكاس لما فعلناه واكتسبناه في صغرنا، ففي إحدىنقاشاتي مع صديقتي


أخبرتني أن أغلب الأطفال الرضع الذين بكوا كثيرا في صغرهم ولم يلبي بكائهم أحد، تولّد عندهم فقدان أمان

فهم في عمر يشعرون بالتهديد.

باختصار هم يشعرون بخوفٍ من الخطر

القادم المجهول المحتمل، رغم أنهم لا يدركون ذلك إلا أنه ينطبع في عقلهم اللاواعي


وحين أخبرتها ماذا يؤثر ذلك عليهم؟ اجابتني بأنه سيؤثر على مدى الثقة بأنهم قادرون على التحمل المسؤولية وعلى مدى ثقتهم بأن القادم أفضل.


اخذتني الذكريات الى إحصائية تقول أنهم سألوا عدة أطفال هل تود أن تأخذ قطعة حلوى واحدة الآن أم تود

أن تأخذ خمس قطعٍ بعد نصف ساعة؟

وجدوا بأن أغلب الأطفال الذين انتظروا نصف ساعة ،انتظروا وصبروا أكثر على تحصيلهم العلمي … فأخذوا

مناصب أعلى في العمل والتعليم، وهؤلاء الذين أخذوا القطعة مباشرة وجدوا بأن أغلبهم التحق بأعمال بعد الثانوية ولربما عملوا مباشرة.

حينها قالت تماما الفكرة في مثال الرضع تكمن بأننا علينا أن ندعهم يثقون بأنهم إذا ما بكوا فهناك من

سيأتي لإنقاذهم، وحين يكبرون و هم في سنٍ الصغر سيتعلمون أنهم قادرون على الصبر والثقة وبأنه لا يعني تماما كما كانوا يشعرون وهم رضع إذا بكيت فيجب مباشرة أن أحصل على نتيجة.


مر في خاطري جارتنا العزيزة التي كانت تقول لنا “خليه يبكي شوي ما قلتلكن لا تعودوه تحملوه طول الوقت”


وهنا لمع في سري كم نحن مقصرون في توعيتنا عن الحاجات النفسية لأطفالنا وعن المعلومات التي قد تبني

مستقبلهم أو تهدمه دون أن نشعر.

قراءت مرة كتاب يقول لا تقل لابنك “لا تصعد على الحافة فإنك ستقع” بل قل له سأمسك يدك و سنجرب قليلا

والآخر الذي يقول “لا توبخ ابنك إن رسم على الجدران بل أعطِ ورقةً لفنانك الصغير وادعمه”

تسائلت لماذا لا توجد دورات تعليمية ولو كانت قصيرة لكنها تُفرض على الأبوين لتلقينهم أسس التعامل الأمثل مع أطفالهم!

تجاوزت التفكير إلى مرحلة التكنولوجيا والتلفاز وألعاب الفيديو وحتى القصص التي كنا نسمعهامثل: قصة

علاء الدين والفانوس السحري الذي وجد الفانوس

ذاك العالم المبني على الصدفة وعلى فكرة أن أي شيءٍ قد يحدث بأي ثانيةٍ دون تعبٍ أو جهد و يجبرك على العيش ضمن مبدأ الانتظار العبثي الذي لا ينتهي و قد نتواكل ونتكئ عليه.

لماذا لا نكتب قصصا لأطفالنا فيتجذر في أذهانهم البحث والاكتشاف والملاحظة والقدرة على إيجاد الحلول

فتكون ارتكاساً عفوياً في عقولهم إذا ما صادفتهم مشكلة ما عوضاً عن عبرة سندريلا العزيزة التي انتظرت طوال حياتها الفارس المخلّص على الخيل الأبيض.

لذلك يجب علينا أن نقرأ الكثير من الكتب عن عالم الاطفال قبل أن يأتوا الى هذه الدنيا ويجب ان ننمي

هواياتهم المدفونة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد