البفاري ماركوس زودر.. من نجاح إدارة أزمة كورونا الى فرصة لخلافة المستشارة ميركل

من سمات أزمة كورونا أنها وضعت الألمان في مفاجأة غير المتوقعة، مما جعلهم يرون مستقبل حياتهم أصبح موضع تساؤل. توالت الأحداث ككرة الثلج. فعدم وجود لقاح، ادى بهم الى الحبس الطوعي في منازلهم، و تعطل ماكينتهم الاقتصادية، وفي بعض القطاعات توقفت الحركة توقف كاملا. مما يؤدي الى فقدان السيطرة في المستقبل القريب

من سمات أزمة كورونا أنها وضعت الألمان في مفاجأة غير متوقعة، مما جعلهم يرون مستقبل حياتهم أصبح موضع تساؤل. توالت الأحداث ككرة الثلج. فعدم وجود لقاح،أدى بهم الى الحبس الطوعي في منازلهم، و تعطيل الماكينة الاقتصادية، وفي بعض القطاعات توقفت العجلة الاقتصادية بشكل كامل. كل هذا قد يؤدي الى فقدان السيطرة على البلاد، فهذه الأزمة ومشتقاتها تتطلب بروز قيادات قادرة على إدارت الإزمات بكفاءة.

المستشارة أنغيلا ميركل حازت على رضا أغلب الألمان في كثير من الإزمات، لقد اثبتت للجميع بانها قادرة على ادارة الازمات بشكل جيد، ولكنها في النهاية قررت أن تنهي مشوارها السياسي. 

في هذه الأثناء برز على الساحة السياسية، ماركووس زودر وذلك نتيجة كفاءته وجسارته وثقته بقدرات طاقمه على مواجهة أزمة كورونا في ولاية بفاريا.

مشوار المستشارة أنغيلا ميركل السياسي


انطلق  في عام 1990 حين بدأت مسيرتها السياسية إبان توحيد شطري ألمانيا إلى جانب المستشار السابق هلموت كول، الذي اكتشف قدراتها وكان يلقبها بـ”الفتاة الصغيرة”، وأسند إليها منصبين كبيرين في وزارة الأوضاع النسائية و البيئة عام 1994.

استفادت من فضائح تمويل خفي مس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي لكي ترأس الحزب مكان معلمها كول عام 2000. ورغم كونها بروتستانتية فقد فرضت نفسها على رأس حزب كاثوليكي معظم قيادييه من ألمانيا الغربية، فمنذ ذلك الحين تمكنت من إزالة جميع خصومها المحتملين من طريقها.

في عام 2005 أصبحت ميركل أول امرأة تتولى منصب مستشار في ألمانيا، والأولى التي تحكم دولة أوروبية كبرى منذ عهد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأول رئيسة حكومة منحدرة من ألمانيا الشرقية سابقا، وذلك بعد أن فاز التحالف الذي قادته مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إليه المستشار السابق غيرهارد شرودر

الجدير بالذكر أن ميركل سوف تبقى في منصبها حتى تنتهي ولايتها عام 2021. ولكن خلف الكواليس، يتم على ما يبدو وضع سيناريو للبحث عن من يكون البديل لمنصب المستشارة خلفا لها.

غادرت أنغريت فجأة

أنغريت كرامب كارنباور كانت زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي وكانت وزيرة الدفاع الألمانية. يُطلق البعض عليها “ميركل الثانية” بسبب قرب خطها السياسي من خط المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تدعمها.

لكن في 10 فبراير 2020، أعلنت أنغريت كرامب كارينباور أنها ستستقيل من منصب رئيسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وأنها لن تتقدم مرشحة لمنصب المستشارية في الانتخابات الاتحادية المقرر عقدها في 2021.

حيث تحدثت في إعلان الاستقالة عن اكتشافها علاقة غير واضحة لبعض القطاعات في حزبها مع حزبي البديل من أجل ألمانيا ومع اليسار الألماني.

كورونا كشفت عن معدن بفاريا القوي

ماركوس زودر، رئس الحزب الاجتماعي المسيحي ورئيس وزراء ولاية بافاريا ويترأس حاليا مؤتمر رؤساء وزراء الولايات، منذ بداية أزمة كورونا يُعد الرجل المولود في نورنبيرغ أحد الوجوه القليلة التي تألقت خلال الجلسات الحكومية المخصصة لمواجهة الأزمة إلى جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل .

ماركوس زودر يفهم سر تقدم حزب الخضر والبديل

لا يخفى على المتابع للمشهد السياسي الألماني أن الأحزاب التقليدية تتآكل وتتصدع والدليل هو نفور الألمان من الفئة العمرية الشابة نحو حزب الخضر (Die Gruenen) أو نحو حزب البديل (AFD) . انقسام حاد بين فئة الشباب عن تلمسهم معالم الطريق ومستقبل ألمانيا. فالكثير من الشباب يتجه نحو الحداثة بنكهة حزب الخضر والآخر يجد الأمان في الماضي فقام يؤيد الماضوية التقليدية بنكهة حزب البديل.

الأحزاب التقليدية التي قادت ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية ومنذ توحد الألمانيتان شاخت مؤسستها وعتقت رؤيتها وفقدت حاسة الشم والبصر والسمع لتعرف ما يريده الشباب. 

يبدو أن أصغر الأسماء المرشحة للجلوس على مقعد الاستشارية في ألمانيا هو السيد ماركوس زودر. فشعره لم يبيض تماما وجلد بشرته لم تتجعد كاملا هذه الصورة الشبابية (نوعا ما) مهمة لكي يستمع له الشباب. ليس هذا كل الأمر، بل إعلانه إنه يمثل ما يحمله النقيضين من التقليد والحداثة في آن واحد لهو لعمري ضربة لا يضربها إلا إنسان شخص شارع الشباب الألماني بعمق منقطع النظير.

سيلاقي حتما أذان صاغية من قبل شباب جماهير الخضر الناعمين ومن قبل البديل الناعمين غير الصلبين. إذا نجا باستمالتهم نحو حزبه ” الحزب الاجتماعي المسيحي” (CSU)  وهو الحزب الأخ التوأم لحزب مريكل  ” حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي” (CDU).

الأيام الألمانية القادمة حبلى بالمفاجئات فدعونا نتابع التطورات ونقرأ عن مناورات الساسة والدهاة الألمان في مراوغاتهم وقراءاتهم وحساباتهم السياسية. فغدا لناظره قريب فدعونا ننظر.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد