وافق شن طبقة

( يضرب فيمن يجمع بينهما توافق وتشابه )

يحكى ان رجلاً من حكماء العرب وعقلائهم يقال له ( شن ) عرف بين الناس برجاحة عقله وصواب حكمته

فكانوا يستشيرونه في أمورهم ويعملون بما يسديه إليهم من النصح والرأي .


إراد (شن ) ان يبحث عن شريكة له وتكون لها رجاحة العقل و حسن التفكير وهو مايتصف، فأخذ يبحث عن

طلبه في موطنه فلم يهتد إلى مايريد فعزم على ان يطوف في الارض حتى يعثر على ضالته.

في أحدى سفراته قابله رجل في الطريق فسأله (شن ) عن وجهته فذكر له البلدة التي يسعى اليها
فقال ( شن ) : واني لقاصدها ثم اتفقا على الصحبة وسارا معاً الى وجهتهما ، نظر شن الى صاحبه وقال له

اتحملني ام احملك ؟
فقال الرجل : يالك من جاهل ! كل منا راكب دابته فكيف يحمل احدنا الآخر ؟ فسكت عنه (شن)
ولم يمض غير قليل حتى لاح لهما زرع حان حصاده فقال (شن) لصاحبه : لست ادري أكل هذا الزرع ام لم يؤكل !
فقال له الرجل : عجباًلك! ترى زرع يوشك ان يحصد فتسأل اكل ام لم يؤكل ؟ فلزم شن الصمت ومضى الرجلان .


لما دخلا البلدة شاهدا جنازة فقال شن لرفيقه : احي صاحب هذا النعش ام ميت ؟
فقال الرجل : لقد ضقت بك ذرعاً ترى جنازة فتسأل احي صاحبها ام ميت ؟
فسكت عنه (شن) وعزم على ان يفارقه غير ان الرجل ابى ان يتركه حتى يستضيفه في بيته فمضى شن معه

وكان للرجل ابنة تدعى (طبقة ) فسألت اباها عن ضيفه فحكى لها ماكان من امره .


فقالت الفتاة لأبيها ماهذا الرجل بجاهل يا ابي ان قوله : اتحملني ام احملك يعني اتحدثني ام احدثك ؟ وقوله اكل الزرع ام لم يؤكل ؟ يريد به اباعه اصحابه فأكلو ثمنه ام لم يبيعوه ؟


وقوله احي صاحب هذا النعش ام ميت ؟ قصد به : هل ترك هذا الميت ولداً يحي ذكره ام لم يترك ؟
ثم ان الرجل خرج ليجلس مع ضيفه فتحدثا زمناً وكان مما قاله الرجل لـــ (شن ) : اتود ان افسر لك ماسألتيني عنه في الطريق ؟ قال : حبذا ان فعلت .
فأخذ الرجل يفسر له ويجيب .
فقال شن : ما احسب ان هذا كلامك فهلا اخبرتني عن صاحبه ؟
فقال له الرجل انها ابنتي طبقة فأعجب بها شن وبذكائها ووجد ضالته فخطبها الى ابيها فزوجه اياها.

وعاد شن الى اهله فلما رأوا ماهي عليه من الذكاء وفطنه قالوا (وافق شن طبقة )

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد